This website requires JavaScript to deliver the best possible experience.
تاريخ الشبكية

تاريخ الشبكية

ظهور الطباعة

بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين، وخلال حكم أسرة تانغ للصين ( 618-906)، كان يتم تقطيع كتل الخشب لاستخدامها في الطباعة على المنسوجات، وفي وقت لاحق تم استخدامها لاستنساخ النصوص البوذية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد تم طبع الكتب البوذية المقدسة في عام 868 وهو يعد أقدم كتاب مطبوع عُرف حتى الآن.

في القرن الحادي عشر كان الاهتمام موجه ناحية إنتاج المخطوطات والكتب ذات المحتوى الطويل باستخدام أنواع من الطباعة المتحركة. هذا الاهتمام جعل الكتب متوفرة بشكل أكبر في عهد أسرة سونغ ( 960-1279). وفي وقت لاحق، ما يقارب من العام 1450 سعت دار يوهان جوتنبرج للطباعة الصحفية على نشر الكتب على نطاق واسع في دول أوروبا. وبالطبع لن ننسى دور تصميم كتاب ( ألدوس مانوتياس الذي ساهم في تطوير شكل الكتاب الذي أصبح أساسًا لتصميم المنشورات في الغرب، وتسمى هذه الحقبة من تصميم الجرافيك " النمط الإنساني أو القديم".

ظهور الكتابة في العصر الصيني

ظهور صناعة التصميم

في أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، ظهرت حركة لفصل تصميم الجرافيك عن الفنون الجميلة، وبخاصة في المملكة المتحدة. يرجع الفضل في استخدام الشبكية (grid system) إلى بيت موندريان ( Mondrian) الذي عُرف بأبو التصميم، حيث ألهمنا بنظام الشبكات الحديثة التي مازالت تستخدم حتى اليوم في الإعلان، وكذلك الطباعة والتصميم على شبكة الإنترنت.

أما في عام 1849، كان لهنري كول ( Henry Cool) دورًا رئيسيًا في تعليم التصميم في بريطانيا العظمى، حيث أوضح للحكومة أهمية التصميم من خلال مجلته الخاصة بالتصميم والمصنوعات. وكذلك أنشأ معرضًا كبيرًا احتفالًا بالتكنولوجيا الصناعية الحديثة والتصميم.

ومن عام 1891 حتى عام 1896، نشرت دار ويليام موريس ( William Morris) كلمسكوت للنشر (kelmscott publishing)، مجموعة من الكتب والتي تعتبر من أهم الإنتاجات في مجال التصميم الجرافيكي أثناء حركة الفنون والحرف. وفي نفس الوقت قدمت عملًا مربحًا عبر تأليف كتب مميزة وبيعها للأثرياء والطبقة الراقية بسعر مرتفع.

وبهذا أثبتت دار موريس أن سوق أعمال التصميم التصويري موجود، كما أنها ساهمت في الفصل ما بين التصميم وغيره من الإنتاجات من الفنون الجميلة الآخري. واستحوذت أعمال كلمسكوت للنشر على الطابع التاريخي للعصر، وبين ذلك التأثير المادي للحالة المتبذلة التي كان عليها تصميم الجرافيك في القرن التاسع عشر.

ولم يتوقف دور دار موريس عن هذا الحد، فقد أثرت الأعمال التي أنتجتها مع باقي أعمال حركة النشر على الفن الحديث، وبصورة غير مباشرة تعتبر دار موريس مسؤولة عن التطورات التي طرأت على تصميم الجرافيك في أوائل القرن العشرين بشكل عام.

التصميم خلال عصر بيت موندريان
بيت موندريان

التصميم فى القرن العشرين

بالنسبة إلى مصطلح " تصميم الجرافيك" من الصعب معرفة نشأته. بعض الأقاويل ترجح أنه يُنسب إلى ريتشارد جويت ( Richard Guyatt) المصمم البريطاني والأكاديمي، والبعض الآخر يشيرون إلى وليام أديسون دويجنز (William Addison Dwiggins) وهو مصمم وكاتب أمريكي ظهر في أوائل القرن العشرين.

أما في عام 1920، استخدمت العمارة السوفيتية منهج " الإنتاج الفكري" في مختلف مجالات الإنتاج. وشهدت الحركة أنذاك بعض مظاهر الفن الفرديغير المجدي في روسيا الثورية، حيث كان هدفهم هو إنتاج أشياء مخصصة للأغراض النفعية؛ حيث قاموا بتصميم المباني وخشبات المسرح والملصقات والأقمشة والملابس والأثاث والشعارات والقوائم.

في عام 1928 دوّن جان سكيتشيلد ( Jan Tschichold) مبادئ الطباعة الحديثة في كتابه الذي صدر بعنوان " الطباعة الجديدة". وفي وقت لاحق تنكر من الفلسفة التي عرضها في هذا الكتاب باعتبارها فاشية، لكْنها مازلت مؤثرة جدًا. ويعتبر المصممون الذين مشوا على نهج سكيتشيلد و الباوهاوس (Bauhaus) أمثال، هربرت باير لاسل Herbert Bayer)) و موهولي ناجي( László Moholy-Nagy) و ايل ليسزكى هم آباء تصميم الجرافيك الذي نعرفه اليوم .

وهم روادًا لتقنيات الإنتاج والأجهزة المنتقاة المستخدمة طوال القرن العشرين. وفي السنوات التالية لذلك وجدت تصاميم الجرافيك ذات التصميم الحديث قبولًا وإنتشارًا واسعًا. وساعد في ذلك أن الاقتصاد الأمريكي كان في حاجة ضرورية إلى تصميم الجرافيك؛ لأنه أساس للدعاية والتغليف والتعبئة.

وكان لهجرة مدرسة الباوهاوس (Bauhaus) الألمانية إلى شيكاغو في عام 1937 تأثيرًا على التصميم، حيث أدت إلى الاهتمام بالهندسة المعمارية والتصاميم الحديثة. ومن الأسماء البارزة في مجال التصميم في منتصف القرن الحالي أدريان فرتيجر (Adrian Frutiger)، Univers, Frutiger and Avenir في الفترة من أواخر فترة الثلاثينات وحتى وفاته في عام 1996. حيث اتبع مبادئ مدرسة الباوهاوس وقم بتطبيقها على تصميم الدعاية والشعارات العامة، كما أنه أصبح واحدًا من رواد مجموعة فرعية لتصميم الجرافيك التي عُرفت باسم هوية الشركة (Corporate Identity). وفي الأخير المصمم جوزيف مولر بروكمان (Josef Müller-Brockmann) ، الذي صمم ملصقات تتصف بالعنف لكنها تتمتع بالبساطة ومطابقة حقبة ما بين الخمسينات والستينات.

التصميم فى القرن العشرين
شكل التصميم  فى القرن العشرين

سويز ديزاين Swiss Design International Typographic

نشأت هذه الحركة في الخمسينيات في كل من ألمانيا وسويسرا، وانتشرت مبادئها حول العالم. واستمرت لمدة عقدين من الزمان بنفس قوتها، بل امتد تأثيرها حتى فترة التسعينات. وقامت الخصائص البصرية لهذه الحركة على أساس وحدة التصميم الناتجة عن الاختلاف في العناصر من جهة، والمبنية على الشبكية (Grid) محسوبة رياضيًا من جهة آخري.

والصور في هذه الحركة كانت تظهر بشكل موضوعي أي أنها واقعية وليس مبالغ في إدعائها مثلما كانت تكثر في الإعلانات التجارية. واستخدام أسلوب التايبوجرافي (Sans Serif) عبر عن روح التواصل الزمني، بينما الشبكات الهندسية ساعدت على تنظيم المعلومات بطريقة متوازنة وأكثر اتساقًا.

وكان هذا من الناحية البصرية، لكن إذا تأملت مضمون التصاميم في هذه الحركة فسوف تجدها تعبر عن مشكلات المجتمع؛ لأن التعبير عن التجارب الشخصية للمصمم تم رفضها كليًا من ناحية المجتمع. وفي المقابل لاقت التجارب العامة في كل من السياسة والعلوم التشجيع من قِبل الكثيرين؛ لأن المصمم في هذه الحركة أدرك تمامًا أن دوره كفنان لا يقتصر على التعبير عن أحاسيسه ومشاعره الخاصة، إنما دوره هو نشر المعلومات الهامة والمؤثرة بين أفراد المجتمع.

وترجع فترة الإنضباط في هذه الحركة إلى إيرنست كيلر (Ernst keller)؛ لأنه اعتقد أن الحل للمشكلة المعروضة في التصميم يجب أن من محتوى التصميم، وليس بالضرورة أن يتم عرض الحل من خارج التصميم.

سويز ديزاين Swiss Design International Typographic
أحد أشكال التصميم في سويز ديزاين
التباين في تصميمات سويز ديزاين

مدرسة نيويورك New York school

ظهرت الموجة الأولي للتصميم في أمريكا من خلال المهاجرين الموهوبين القادمين من أوروبا هربًا من المناخ السياسي المتمثل في حزب واحد، على عكس المناخ السياسي المتحرر في أمريكا. لم يترك الأمريكيون هذه الفرصة تفلت من يدهم واستفادوا من هذه التصاميم الأوروبية وأضافوا أشكال ومفاهيم جديدة إلى التصميم الجرافيكي التقليدي. وعلى عكس التصميم الأوروبي الذي اهتم بترتيب العناصر، كان المصمم الأمريكي يسعى للتخلص من تلك القيود الصارمة؛ لإنتاج تصميمات تتميز بقوة الأشكال وفي نفس الوقت بواقعية تنظيم الفراغ في التصميم.

وأضافت الثقافة الأمريكية المتمثلة في الرأسمالية والتراث العرقي المتنوع والتحرر مفاهيم جديدة على تصميم الجرافيك الحديث، والتى لم تكن موجودة من قبل في التصميم الجرافيكي الأوروبي. وكان من رواد هذه المدرسة الجديدة بول راند (Paul Rand ) 1914- 1996، حيث امتاز بقدرته على معالجة الشكل البصري ( شكل- لون- فضاء- خط- قيمة) من خلال تقليل العناصر والتركيز على جوهر التصميم من خلال الاعتماد على الرموز بدون التقليل من قيمة التصميم ومدلولاته.

ظهرت مدرسة نيويورك في تاريخ التصميم الجرافيكي، والتي كان أساسها الحداثة الأوروبية؛ حيث أصبحت مؤثرة على التصميم الجرافيكي في فترة الأربعينات والخمسينات، ولم تتوقف الحركة عند هذا الحد، بل واكبت التطورات الاقتصادية والتكنولوجية المختلفة.

التصميم في عصر مدرسة نيويورك
انتاج التصميم في عهد مدرسة نيويورك
التصميم في مدرسة نيويورك
أحد تصميمات عهد مدرسة نيويورك
أحد إعلانات التصميم في عصر مدرسة نيويورك

الفصل
التالي