This website requires JavaScript to deliver the best possible experience.
تنمية قدرات المصمم الابتكارية

تنمية قدرات المصمم الابتكارية

للحصول على كم من المعرفة يُمَكننا من الارتقاء بمستوى التفكير الابتكارى ، لابد من تغطية بعض الجوانب التي يمكن أن تحد من هذا التفكير الابتكاري ، وقد تقف حائلا دون الاستيعاب لكثير من المعلومات والخبرات .

ومن أهم الجوانب التي يمكن أن تحد من التفكير الابتكارى عند المصمم ضعف أو عدم القدرة على الملاحظة السليمة أو رؤية الاشكال بصورة لا تساعد على الإدراك الكامل لها نتيجة عدم التدريب عليها من قبل . 

وتوجد بعض العوائق الأخرى التي يمكن التعرف عليها :

  • ضعف القدرة على الإحساس .
  • ضعف القدرة على الإدراك .
  • ضعف القدرة على التخيل .
  • ضعف القدرة على التعبير .
  • ضعف القدرة على التنفيذ . 

تنمية تلك المهارات يساعد فى التغلب على جزء كبير من المعوقات الابتكارية لدى المصمم لهذا يتضح أن العملية الابتكارية تعتمد أساسا على:

  • قدرات المصمم the ability of the designer
  • معرفة المصمم the knowledge of the designer

وفى حين أن قدرات المصمم تعتمد على الطاقة الكامنة داخله والخبرة السابقة لديه ومهاراته المختلفة فى التعبير عما بداخله ، فإن دور المعرفة يأتي ليقف جنبا إلى جنب مع القدرات ليعطينا فى النهاية مصمم متميز واعى فى اخراجه للقيم الفنية .

ونعنى هنا بالمعرفة كلا من المعلومات المكتسبة أو التجربة الفنية التى يقوم بها المصمم لإثراء العملية الابتكارية .

لذلك كان من المهم جدا الربط بين هذه القدرات والخبرة والمهارة لدى المصمم وبين طرق المعرفة المختلفة التى يمكن أن تزوده بالمعلومات حيث أننا ندرك أن العملية الابتكارية لا يمكن تقدمها إلا من خلال معرفتنا للجديد دائما سواء كان لمعلومة أو ملاحظة أو تخيل أو حاجة ملحة يجب تحقيقها .

ولان العملية الابتكارية فى مفهومها الشامل تعني ( تنظيم جديد للعناصر الموجودة أصلا كما يراها المبتكر نفسه ) ، فإننا هنا يجب علينا تنمية قدراته على رؤية هذه العناصر الموجودة فعلا فى الطبيعة وتنمية حواسه المختلفة لادراكها بشكل أكثر عمقا ، حتى يستطيع الوصول إلى تكوينات أو تنظيمات جديدة ومبتكرة ، وليس لها شبيه مباشر فى الطبيعة اى إخراجها بشكل جديد يعتمد على رؤيته وقدراته الخاصة والمتميزة . 

ويمكن رفع مهارة المصمم الابتكارية عن طريق تنمية القدرات السابقة فى صورة مراحل:

المرحلة الأولى: تنمية القدرة على الإحساس

تهتم هذه المرحلة بتنمية الحس التصميمي  design sensibility وهو تطوير القدرة على تمييز أنواع مختلفة ودراجات من الشكل والترتيب والغرض والمعنى .

والغرض هنا من تنمية إحساس المصمم هو تعليمة كيفية استعماله لحواسة وتكوين مقياس معياري لتقييم الأشياء التي يراها أو يلمسها أو يحس بها عموما ، ولكى يستطيع المصمم أن ينمى أحاسيسه المختلفة يجب عليه أن يدع حواسه مرتبطة دائما بكل جديد وأن يلمسه ويراه ويتعامل معه ، ليس فقط بشكله الموجود عليه ولكن بالتعرف على مكوناته وخواصه وأن يأخذ الملائم من مصادر المعلومات المتاحة لديه .

المرحلة الأولى: تنمية القدرة على الإحساس

وبذلك فنحن نحتاج فى هذه الفترة إلى الكثير من المعرفة والمعايشة والاثارة خلال العديد من المجالات التي تثيرنا ذهنيا بالتدريب عمليا ولفترات مع تدوين وتسجيل تلك الأفكار لتخزينها .

وهناك موضوعين مهمين سوف نتعرف عليهم :

  • الإثارة الحسية والذكاء 

تعد الحواس الوسيلة الأساسية فى نقل البيانات والظواهر المحيطة وترجمتها بعد إدراكها إلى مفاهيم فيسجلها العقل لاستخدامها عند الحاجة 

وقد أكدت التجارب العديدة أن الخبرة والثقافة  أدت بالحواس إلى الارتقاء لمستوى يزيد التفوق والذكاء ، وهذا ما نراه فى تفاوت درجات الاستجابة عند كل منا عند الوقوف على ظاهرة معينة ، وينعكس التعبير عناها فى شكل مختلف يؤكد دراية ثقافية وخبرة لهذه الحواس من انسان الى اخر . 

  • الحرمان الحسى 

لقد أوضحت التجارب العلمية أن البيئة الفقيرة والتى تتضمن أشكال من الحرمان الحسي ، قد يكون لها تأثير معاكس لتأثير الاثارة الحسية وتنمية الحواس وبهذا قد تؤدى إلى تدهور العمليات العقلية والحسية لدى الأفراد . 

ان الاثارة الحسية المرئية تعتبر أكثر أشكال الإثارة الحسية نفعا ، لأنها تتحقق بصورة أسهل وأسرع ويمكن أن يشترك معها الكثير من الحواس الأخرى وتستطيع التدريبات العملية تكوين لغة مرئية لدى المصمم ، وتكون معيار قياس يبقى فى الذاكرة ويكون فيما بعد مفهوما شكليا مرئيا يستخدمه المصمم فى حل مشاكل أسس التصميم لديه ، فعندما يستطيع المصمم أن ينمى القدرة على الرؤية ( رؤية الأشكال ليس شكلها المألوف أو المعروف فقط ، ولكن رؤية ما وراء الأشكال والتعامل مع كل أنواع المادة المرئية فى مواقف كثيرة ) فإنه يستطيع أن يحقق رؤيا فنية جديدة غير موجودة يمكن أن تكون مصدرا للتعبير. 

الاستلهام من خلال التأمل في الطبيعة
الاستلهام من خلال التأمل في أعمال الانسان على مر العصور
مشاهدة الأعمال الفنية الآخري ومحاولة الاستلهام منها

المرحلة الثانية : تنمية القدرة على الإدراك 

تهتم هذه المرحلة بالتركيز على جانب هام من جوانب التصميم ، وهو الوعى التصميمي design awareness  الذي يهتم بأسس التصميم كفلسفة ، وهو الوعى بالشكل والتكوين والمعنى والقيمة والغرض من الأشياء التي يصنعها الإنسان والقدرة على فهم وتناول الأفكار المرتبطة بتلك الأشياء .

ونحن نستطيع أن نحصل على العديد والعديد من أنواع المعرفة ، ولكننا فى هذه المرحلة نهتم بالتعرف على كيفية فهم هذه المعلومات ثم كيفية تكوين مخزون لها داخل الذاكرة ، ثم القدرة على نقل هذه المعلومات من والى الذاكرة .

وأيضا المقدرة على انتزاع جزء أو كل المخزون من هذه المعلومات بطريقة سليمة عندما يطلب منا ذلك .

المرحلة الثانية : تنمية القدرة على الإدراك

لهذا كله ، كان مع بداية القرن العشرين وما حدث من تطور للحقائق العلمية وما طرأ عليها من مفاهيم و نظريات ( مثل نظرية الجشطالت) ، وأخذت تتحكم فى معرفتنا وسلوكنا وكذا مجتمعنا وأصبحت معه تتغير المدركات فى دورات أقصر وأسرع فى حياة الانسان مع كل جديد وتعتمد قدرة فرض المدركات الجديدة فى كل وقت على مجموعة من العناصر يتضح معها تكوين مفاهيم جديدة تتناسب معها ، ويعد هذا واحد من متطلبات التفكير المبدع لحل المشاكل مع استخدام تخيلاتنا و تصوراتنا المدركة .

وهنا فمن الضروري أن نبحث عن العوامل التى تؤدى الى كبت الإبداعية والتى تتركز فى وجود بعض المفاهيم المحددة والمتصلبة ، والتي يصبح معها اكتساب المعرفة والاستفادة منها فى شكل متجمد فى حين تكون رغبتنا وضع تلك المفاهيم بشكل واضح يساعد على انتعاش الناحية الإبداعية كلما أتيح ذلك ، والاستغناء عن المفاهيم القديمة ولو كان ذلك مؤقتا حتى نترك مشاعرنا فى حالة من الزهو يمكنها من ازدياد المعرفة الغير محددة الشكل .

تنمية القدرة على الإدراك من خلال التأمل في التصميمات المختلفة
التأمل في الطبيعة من أجل الاستلهام
أثر الاستلهام من الطبيعة  على التصميم

المرحلة الثالثة : تنمية القدرة التخيل

التخيل يعتمد على الوعي التصميمي فهو يعتمد على اللاوعى والمعلومات المخزونة التي استطاع المصمم أن يضعها فى ذاكرته خلال خبراته و ممارساته السابقة .

وتتوقف عملية الإدراك لوحدة العمل الفنى على الشخص المُدرِك وتدريبه المسبق فى الاستجابة للأعمال الفنية مما يؤكد ضرورة التركيز على المرحلتين السابقتين من تنمية الحواس ثم تنمية الإدراك للمعلومات التي حصل عليها المصمم .

فى مرحلة التخيل يتم التأكد من أن المصمم يستطيع أن يرجع فعلا إلى المخزون الذي لديه عندما تُعرض عليه مشكلة فنية معينة يسترجع من خلال حلها خبراته السابقة وقدراته على الخروج بها بخياله إلى عالم أوسع وأكثر اختلافا عما سبق .

وفى هذا المجال لابد أن نذكر أنه وعلى الرغم من أن الإلهام عاملا هاما لتقوية التخيل إلا أنه حين يحدث فهو وحده ليس ضمانا للقيمة الفنية ، لهذا فمن الضروري للفنان أن يعيد صياغة ما يقدمه إليه الإلهام بطريقة بطيئة واعية ، والإلهام يزود صاحبه بما هو متوافر عنده من خبرة ، وما يملكه من نشاط واعى يخضع لسيطرة عمله . 

ونشاط المصمم نوصفه على أنه بارع و هادف ومسيطرا على الموقف بسهولة حين يستخدم أدواته ومواده ببراعة فى تذليل أي مشكلة تعترضه وهو يستمتع بممارسة قدراته . 

وهناك قدرات شخصية تتفاعل مع الطرق والأساليب العلمية فى تطوير القدرات الابتكارية ومن أهمها :

  • القدرة على الملاحظة 
  • الذاكرة القوية 
  • القدرة على التحليل والتكوين 
  • الوضوح فى التعبير وعدم التشويش فى الذهن 
  • الصبر والاصرار
المرحلة الثالثة  تنمية القدرة التخيل
التخيل وعلاقته بالتصميم الجيد

المرحلة الرابعة : تنمية القدرة على التعبير 

ونعنى هنا بالتعبير إخراج الفكرة من داخل الذهن واستعمال وسائل التعبير المختلفة .

وتعتبر مرحلة التعبير من أهم المراحل التى يجب التركيز عليها ، حيث أن القدرة على التعبير يجب أن تتنوع وتتشكل بطرق مختلفة ويترك للمصمم حرية التعبير عما يراه مناسبا لتنفيذ فكرته والتكوين النابع منه بمختلف وسائل التعبير . 

ومن أهم وسائل التعبير: 

  • التصوير الفوتوغرافي 
  • تصميم الجرافيك
  • الموشن جرافيك
  • الكولاج
  • الرسم 
  • التجسيم 
  • وغيرها 

وهنا يجب التركيز على الارتفاع بمستوى حساسية التعبير عند المصمم من حيث القدرة على التحليل والتكوين والقدرة على التفكيرالمفتوح  ( بخيال ) ، والوضوح فى التعبير وعدم التشويش فى الذهن بجانب الصبر والاصرار للوصول الى العديد من التجارب المختلفة .

المرحلة الرابعة  تنمية القدرة على التعبير

المرحلة الخامسة : تنمية القدرة على التنفيذ

ترتبط تنمية القدرة على التنفيذ بالتصميم كحرفة design craft  ، وهى المهارة و الأسلوب الكافي لتناول ظاهرة التصميم والتدريب على ممارسة أنشطته المختلفة .

وتتميز هذه المرحلة عن المراحل السابقة ، باختيار أعمق للموضوعات حيث يتم اختيار بعض الأعمال القابلة للتنفيذ أو التطوير لإخراج الفكرة النهائية أو الشكل النهائى لها . 

المرحلة الخامسة : تنمية القدرة على التنفيذ
تنمية القدرة على التنفيذ والابداع
العلاقة بين لتأكل والتنفيذ والابداع
الاستلهام وأثره في اختيار الألوان

الفصل
التالي