التجريب وعلاقته بتنمية مهارات المصمم

التصميم  ما هو إلا مجموعة من القرارات التي يتخذها المصمم المبدع، فيقرر استخدام نوع معين من الأشكال و الألوان و الخطوط. و ليعبر عن أفكاره بحرية أكبر، يميل المصممون إلى التجريب بحرية فى العناصر والأسس المكونة لمجال التصميم حتى يصلوا إلى أفضل طريقة يمكنهم من خلالها التعبير عن أفكارهم. و عندما يكون المصمم فى حاجة إلى الحصول على نتائج أكثرعمقاً فإنه يبحث عن الجديد من خلال التجريب.

فإذا تحققت التجربة و لبت رغبة الغالبية العظمى من الناس تكون هذه هى البداية لنظرية جديدة فى مجال الفن والتي يُمكن الاعتماد عليها مثال ما قدمه الفنان موندريان و فازاريلي وغيرهم فى مجال الفن التجريدي. والتجريب فى مفهومه العام ما هو إلا محاولة لعمل شئ جديد و بداية للتعلم ومحاولة لمواجهة التحجر. وللتجريب فوائد متعددة منها اكتساب الخبرة و الارتقاء بالبناء الذهني.

وتعتمد عملية التجريب على جانبين أساسيين

1. المعرفة
2. المهارة

والشكل التالى يوضح العلاقة بين كلاً من المعرفة والمهارة.

ويتضح من الشكل أن التجريب فى مضمونه يحتوى على شقين، عملى و نظري و لا يمكن تحديد أى منهما يبدأ اولاً حيث أن بعض المشكلات يلزمها المعرفة النظرية قبل التدرب و أخرى تتطلب إجراء عدة تجارب عملية للخروج بنتائج جديدة.

الجانب النظري 

وهو الجانب الذي يهمله العديد من المصممين على الرغم من كونه أساس تكوين المعرفة التى يمكن الاعتماد عليها فيما بعد لتكوين العمل الفني. و هذا الجانب يرتبط طثيراً بالنظريات العملية و الفنية الحديث منها أوالقديم غعلى المصمم أن يقرأ في مجاله و أن لا يكتفى فقط بالتغذية البصرية.

الجانب العملي 

أما عن الجانب العملي، فهو يهتم بتقوية مهارات المصمم و خلق حس فني متميز لديه عن طريق التدريب الذى يعطي له الفرصة فى التعرف على خواص الأشياء والحصول على العديد من النتائج و إبراز مهارته الحسية و الذهنية و إخراجها بأكثر من شكل.

كما يضيف التدريب المستمر والخطوات المنتظمة للمصمم العديد من الخبرات حيث أن الارتجال فى أي عمل لابد و أن يؤدي إلى الفشل بينما الأعمال المخطط لها و المدروسة جيداً غالباً ما تؤتي ثمار النجاح. و هذا لا يعني أن جميع الأعمال القائمة على خطط معصومة من الأخطاء و لكن حينها يمكننا التعلم من هذه الأخطاء و تحويلها إلى نجاحات مستقبلية فهذا النوع من الفشل مطلوب من أجل النجاح و هو فى حد ذاته نوع من التجريب.