This website requires JavaScript to deliver the best possible experience.
عقيدة القائد

عقيدة القائد

من يملك لاعب بشخصية القائد فى الأعمال التجارية، ملك تغيير العالم، فالقائد هو صاحب النظرة الأشمل، هو الذى يرى ما لا يراه غيره، هو من يوازن بين ثقافة القيادة ومبادئها مع المزاج العام لأتباعه.

في هذا الفصل سوف نتحدث عن الثقافات والفلسفيات التي يجب أن يعمل بها كل مدير تنفيذي أو مدير لفريق ما أو مدير مشروع أو أي شخص يصبح في موضع قيادة لفريق ما، وذلك من خلال ما نؤمن ونعمل به فى بيانات.

قائد ملهم خير من مدير جيد

المدير يريد أن تسير جميع الأمور كما يريد حسب الخطة، ولا يحتمل أو يتحمل أى ظروف تطرأ على الخطة، فهو يتعامل مع الفريق بنظرية " المستقل، وصاحب الأعمال". بينما القائد يهتم بكل لاعب فى الفريق، يلهم ويحفز ويشجع ويعلم، فهو يتفاعل مع الفريق بنظرية " الشركات الناشئة " أى أن كل الأعمال يتم إنجازها بالإلهام من أجل تحقيق الذات لا من أجل شئ آخر.

فهدف المدير إنجاز العمل بطريقة جيدة فحسب، أما هدف القائد إنجازعمل يشعر بالفخر كلما رآه وليس جيدًا فحسب. كما أن المدير هدفه العمل بغض النظر عن مْن سيقوم به، أما القائد يهتم بالشخص الذي سيقوم بالعمل ليلهمه فيبذل أقصى جهده ويصنع الفارق.

كل ما فى الأمر قيادة فعالة وتنفيذية

الوظيفة التى يجب أن يقوم بها كل قائد فريق هو تقليل الوقت أو المدة التى يستغرقها كل لاعب فى الفريق لتنفيذ مهمة ما وبسعادة، وذلك عن طريق الإلهام وتوفير بيئة عمل مناسبة لتحسين الأداء. فالقائد الذكي، هو الذي ينظر الى حصيلة القدرة المجتمعية، ويأخذ بعين الإعتبار المواهب الفردية، ويستخدم كل رجل حسب قابليته، ولا يطلب الكمال من غير الموهوب.

للاجتماعات أصول

كثرة الاجتماعات فى أى عمل تجاري تعد بمثابة الضيف - الغير مرغوب فيه - الذى يأتى دون إستئذان قاطعًا على كل من يقوم بصنع شئ ما عمله، لذلك على القائد المتميز التخلص من ذلك الضيف السئ عن طريق الإعداد الجيد والالتزام بالوقت المحدد وبالمشكلة التى يتم مناقشتها، فالقائد يجب أن يكون فعل لا رد فعل. فاعل لا يترك الوقت والظروف تتحكم فى مسرة أعماله.

القيادة للجميع

كل عضو فى فريق بيانات هو قائد في ذاته، لا يقل شئ عن قائده من حيث اهتمامه وحبه لبيانات، فعلى سبيل المثال ستجد أن كل شخص فى فريق عمل بيانات يجب أن يعرف كل التفاصيل الخاصة بالمشروع - الذى يعمل كجزء منه - الذي تعمل عليه الشركة ككل بمختلف تخصصاتها.

وذلك كى تكتمل الصورة لدى كل فرد من فريق العمل، ويحدث التناغم المطلوب، فالجميع يعمل على قلب رجل واحد، ويرغب فى تحقيق رؤية ورسالة واحدة. فالجميع قائد إذا غاب القائد .. هذا ما نؤمن به فى بيانات.

النقد الايجابي من أجل التقويم

القائد الحق هو مْن يعرف كيف ومتى يقدم النقد، بل لماذا ولمن سيقدم هذا النقد، عدا ذلك يمكن أن يحول فريق العمل إلى كتلة من الإحباط وكره العمل بسبب نقده، لذلك الوعى فى توجيه النقد شئ واجب على كل قائد متميز. فهدف النقد يجب أن يكون البناء وليس الهدم، يكون من منطلق لتطوير وتحسين المهارات، لا المحاسبة.

فالقائد المتميز هو ما يجعل الأخرين يثقون بأنفسهم، وعليه يجب أن يكون سلاح النقد أداة لتقويم السلوك والتوصل للنتائج المرغوبة، وبناء شخصية ومهارات كل عضو فى الفريق. هذا ما نؤمن به فى بيانات.

الغير متوقع

فى كل كيان يوجد أشخاص يتضح فى ظاهر الأمر إنها لن تقدم شئ إستثانئي، لكن القائد المتميز هو ما يعرف أن غير المتوقع يجب أن يكون متوقع، فربما يبهره شخصا بعيد كل البعد عن الأنظار. كما أن القائد يجب أن يعد كل رجاله على تقديم أعمال استثنائية من شأنها تغيير العالم.

الخبرة لا تأتي في يوم واحد فحسب

إستعجال الربحية أو النجاح أمر غير مفيد على الإطلاق، فالأمور لا تسير بهذه الطريقة. فليس بمجرد ما تم تجربة أمر جديد، نبدأ فى جنى الأرباح منه، الخبرة لا تأتي في يوم وليلة. نحن فى بيانات نؤمن أن الخبرة هى نتاج التجريب لمئات المرات، لتنجح مرة أو ربما عشرة، الأهم هو التجريب المتكرر.

فكر كبيرًا

إن تغيير العالم بأسره قد يستغرق ليلة وضحاها، لكن فقط متى كان صوتك مسموع - وبقدر ما كان مسموعا- أستطعت التغيير، لذلك الإبتعاد عن مثبطي العزيمة غنيمة، والتفكير كبيرًا وعدم الإلتفات إلى ما يقوله الناس من أراء سلبية محبطة هو عين العقل، فالعالم بأسره يقول ليس هناك شيء سهل، ونحن نكررها لمرات، نعم، ليس هناك شيء صعب على الإطلاق، بذلنا قصارى جهدنا فى البحث عن شئ صعب، و لم نجد.

فجميع الأمور العظيمة التى حدثت (والتى ستحدث)، قام بها أناس مثلنا، لا فرق بين أحد وآخر، لافرق بين جنس وجنس، عرق وعرق، جنسية وجنسية، فالجميع قادر على إحداث التغيير، لكن يوجد من يريد أن يغير العالم، ومن يستكين للوضع الراهن.

السبب هو محرك الفعل

الشئ الذى يتم تصنيعه هباء، لا يمكن أن تجنى من خلفه إلا مضيعة الوقت، هذه القاعدة البسيطة هي أكثر ما نحرص على تحقيقه فى بيانات.

إذن فما عليك سوى إخلاص النية وتحديد أهدافك وتقلع بالسفينة. فهذا ما نؤمن به فى بيانات.

رابطة العنق لا تخنق إلا عنق من يرتديها فقط

فكما تقول جوجل " لا تستدعى الجدية أن تكون رسميا " وهذا بالظبط ما نؤمن به، فليس ضرورى أن يتعامل القائد برسمية، فالقائد الناجح الذى لا يجعل أحد أعضاء الفريق يشعر بأنه دون منه ، فالجميع فريق واحد يسعون إلى هدف واحد.

في بيانات نتبع Holacracy structure حيث كل فرد يمكنه مشاركة رأيه، ويتصرف ويرتدي ما يراه مناسبًا له. عندما تخلصنا من الرسمية تخلصنا معها أيضًا من المصطلحات التي كانت تسبب إزعاجًا كبيرًا لنا مثل الموظفين، وساعات العمل الرسمية، والمدير ،والمدير التنفيذي .... وغيرها.

حتى عندما نتعامل مع عملائنا، نعتبرهم شركائنا في النجاح، وليس مجرد أشخاص تدر علينا النقود.

نعلم أن أفكارنا ورؤيتنا تعيد خلق مصطلح الموارد البشرية، لذلك نحاول أن نجعل الأمر سهل بغض النظر عن كيفية ظهوره أو صياغته في مصطلح. نفكر في المقابلات التقليدية باعتبارها مضيعة للوقت دون فائدة؛ لأن أولويتنا ليست المعرفة التقنية بل كل ما نريد معرفته هي سلوك وتصرفات مْن يرغب في الانضمام لأسرتنا ولا يمكننا معرفة شخص جيدًا حتى نقضي بعض الوقت معًا.

الوضوح في عقيدة القائد

التعامل الحقيقي المبني على الوضوح والصراحة ( الوضوح يعنى شرح ما تقوله الحقائق دون أى تضليل أو إخفاء للنتائج )، أفضل بكثير من هذا المنطوي على الخداع أو غيره. القائد بدون أخلاقيات، لا خير فيه، ولن يتمكن يوما من صنع الفارق أو تغيير الثقافات أو فعل أى شئ ذو قيمة للعالم.

الشفافية فى عقيدة القائد

القائد المتميز لا يخفى أى حقائق عن أعضاء الفريق، لا يزيف الأمل، القائد المتميز يتحلى بسمة الشفافية. الشفافية هو قول الحقائق كما هى - بدون إجراء أى تحليل أو شرح لها - دون الإنحياز إلى أى نتيجة قد تؤول إليها الأمور.

المصداقية فى عقيدة القائد

الثقة مثل مصباح زجاجي إذا إنكسر؛ يستحيل مهما حاولت أن يعود كما كان، فالقائد الملهم لديه من الوضوح والصدق والشفافية فى سماته الشخصية ما يجعله يحظى بثقة الناس والفريق، أى يُصدق على كلامه بإنه الأفضل قبل أن ينطقه، هذه هى المصداقية (إكتساب الثقة نتيجة الوضوح والشفافية).

الدقة في عقيدة القائد

القائد هو المسؤول عن إخراج العمل فى أبهى صوره وفى الوقت المطلوب، ومن خلال هذه المسئولية يبدأ في توزيع الأدوار بالطريقة التى يراها مثالية وستحقق النتائج المرغوبة فى الوقت المطلوب، ولكن لا يجب على القائد المتميز الإنشغال بعامل السرعة والوقت على حساب عامل الدقة. الدقة كل شئ كما نؤمن فى بيانات. فعندما يتواجد كل عنصر من عناصر العمل لسبب مهم، تأتي الدقة.

المرونة فى عقيدة القائد

المرونة هي أن تغير طريقتك لتكمل في نفس الطريق، وأن تتغلب على الواقع بالتفكير بالبدائل المتاحة لديك لتصل لهدفك، فالقائد المثالي يعرف كيف يجمع بين الصلابة والمرونة. ولن يكون مرنًا مْن لا يتوقع ما ستؤول إليه الأمور نتاج الأفعال التى يقوم بها فريقه الأن. نعم، الحدس والتوقع للمستقبل سمتان أساسيتان لدى أى قائد، وبقدر ما كان القائد لديه بصيرة مستقبيلة، كانت قدرته على المرونة وقلب المنح إلى فرص كبيرة. هذا ما نؤمن به فى بيانات.

السبق للتخطيط الممنهج

القائد هو من يعرف إلى ماذا ستؤول الأمور، هو وحده من يملك الرؤى المستقبلية الناتجة عما ما يقوم به أعضاء الفريق فى الوقت الحالى. القائد ذلك الشخص الذى دومًا لديه جاهزية ضد أى حدث طارئ، هو الشخص الذى يطمئن أن كل شيء يسير حسب المنهجية التي يؤمن بها هو وفريق العمل، فالسبق دائما للتخطيط الممنهج أى الذى يعتمد على منهجية واضحة. النظرة الشمولية هذا ما نتحدث عنه. فهذا ما نؤمن بها فى بيانات.

التفاصيل الصغيرة الكبيرة

أى صورة تتكون من عدة تفاصيل، وكل تفصيلة منها تصف وضع ما، وفى الوقت ذاته تتضافر جميع التفاصيل الصغيرة لتكوين صورة كبيرة واضحة تصف وضع أخر، لذلك على القائد الناجح أن يذوب عشقًا فى التفاصيل، وفى نفس الوقت يكون في رأسه صورة شاملة ومجمعة لكل التفاصيل الموجودة.

فحقًا، لا توجد خطوة عملاقة تصل بك إلي ما تريد، إنما يحتاج الأمر إلي الكثير من الخطوات الصغيرة لتبلغ ما تريد. هذا ما نؤمن به فى بيانات.

صناعة العائلة

القائد بمثابة الأب الروحى أو العراب بالنسبة للفريق، فمن أهم واجباته جمع شمل كل أعضاء الفريق، وخلق حالة من التناغم و السعادة بينهم، فهم أشبه بالعائلة، والإحساس الأسرى يزيل العوائق والحواجز، ويحسن من التواصل ويجعله فعالا، هذا ما يفعله دوما القائد الناجح.

الفريق بالنسبة له بمثابة أسرته التي يعيش معها لحظات الفرح والنجاح، بل والفشل والحزن أيضا، فهم يتقاسمون الخبرات وينتظرون النتائج ليسعدون بها معا، ويجعلون من كل لحظة نجاح وقفة تصبح ذكريات غدا، وتعطي الطعم لصعوبات المستقبل و تجعل الإقبال عليه أكثر جرأه.

القائد الذي يمكنه إلهام وتكوين فريق من القائدين ليغزو بهم العالم يستطيع تغيير العالم.

الفصل
التالي